في القرن الثامن عشر, ظهرت ثورة تكنولوجيا جدية في العالم تختص في طرق حديثة لتصنيع أعمدة الحديد و الفولاذ, و استخدامها في أغراض البناء لتشييد البنايات الشاهقة الارتفاع و ناطحات السحاب التي تمتد لمئات الأقدام في الهواء.
ولكن هذه التطور الرهيب في العمران كان من الممكن أن يكون عديم القيمة لولا ظهور تكنولوجيا ميكانيكية جديدة في نفس الحقبة من الزمن, هذه التكنولوجيا التي جعلت أمر استخدام هذه البنايات الشاهقة عملياً و غير شاقاً, مما يتيح للقاطنين في تلك المساكن الوصول لشققهم أياً كان ارتفاعها و بدون أنى مجهود بدني قد يبذلوه من خلال السلالم الاعتيادية.
المصاعد الحديثة كانت المفتاح الحقيقي لنجاح هذا التطور المهول في هندستي الإنشاء و العمارة الحديثتين, حيث أنها و على مستوى البنايات المنخفضة (مكونة من عدة طوابق فقط) قد أتاحت فرصة الاستخدام للمعوقين حركياً, مما جعل الكثير من المدن المشهورة بالبنايات الشاهقة كنيويورك مثلاً, تهتم بالمصاعد كأحد مقومات الحياة فيها.
في هذا الموضوع سنخوض في فكرة عمل هذه الآلات و نظم حركتها كما أننا نتطرق إلى نظم التحكم و متطلبات السلامة فيها.
إن الفكرة الأساسية في مبدأ عمل المصاعد بشكل عام تتلخص في نظام يتكون من مقصورة مزودة بنظام رفع لإيصال المستخدم إلى الطابق المطلوب. ولكن بالطبع فإن الناحية العملية و التصميم الهندسي لهذه المصاعد ليس بهذا القدر من البساطة, بل و إنما يحتوى على منظومة من الأجهزة و المعدات الحديثة لتتعامل مع الأوزان المتغيرة أثناء التشغيل و لضمان الدقة في الأداء و السلامة في الاستخدام.
تنقسم المصاعد من ناحية التصميم و المبدأ إلى نوعين هما الأكثر شيوعاً و استخداما في أيامنا هذه.